أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن كتاب "حديث الذاكرة" يأتي مكملاً لقصة سموه في كتاب "سرد الذات" والتي روت حياته منذ الطفولة إلى تسلمه سدة الحكم في ظل ظروف متغيرة، لتتغير شخصية سموه مع ما تسلم من مسؤولية كبيرة ومهمة في سدة الحكم.
وجاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها مساء أمس، في حفل تدشين النسخة الإيطالية من كتاب سموه "حديث الذاكرة" والذي أقيم في بالازو ماداما بمدينة تورينو الإيطالية.
وكان سموه قد رحب في بداية كلمته بالحضور من مسؤولين وأدباء وناشرين، مشيراً إلى الأهمية الكبيرة للثقافة الإيطالية العريقة وقيمتها الغنية التي رفدت الثقافة بقيمة علمية وأدبية مميزة ومستمرة حتى الآن في إعطاء ثقافة نوعية في حياة الفرد.
وقدم سموه الشكر للناشر على نشر النسخة الإيطالية من "حديث الذاكرة" بأجزائه الثلاثة في كتاب واحد ومن قبله كتاب "سرد الذات"، موضحاً أن كتاب "سرد الذات" يروي قصة سموه منذ الطفولة إلى أن وصل إلى سدة الحكم، وكان وصوله على طريقة غريبة حيث اختلفت الناس على المباركة له أو تقديم التعازي له، إلى أن ينتهي الكتاب في جو من الإبهام.
وأشار سموه إلى أن كتاب "حديث الذاكرة" ينطلق من جديد في تناول حياة سموه بعد تسلمه سدة الحكم بأسلوب مختلف، إذ تتغير الشخصية مع تحمل مسؤولية أكبر بعيداً عن طبيعة مرحلة الطفولة والشباب.
وحول كيفية النظر للكتاب من حيث شخصنته، قال سموه "البعض ينظر لكتاب حديث الذاكرة وكأنه كتاب شخصي، وهو ليس كذلك، بل هو لفترة من حياة تكوين دولة وجميع مجريات وأحداث ومعطيات القرارات، كلها سُردت بطريقة غير مباشرة، ولكنها سلسة وسهلة، من شخص خاض هذه التجربة من خلال سنين عديدة. هذه التجربة التي امتدت لسنين طويلة كانت بقيادة رجل حكيم كنّا بجانبه ونعاضده ونقف معه وكنّا نؤيده في كثير من القضايا حتى توفاه الله وبكينا جميعاً".
وتابع سموه: "هذا الكتاب يروي قصة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" وتجربته في دولة الإمارات، بطريقة سهلة وهادئة، ونحمد الله على أن الناشر للنسخة الإيطالية استطاع أن يجعل الثلاثة أجزاء في جزء واحد، بعكس ما نشر في الشارقة من خلال ثلاثة أجزاء على ثلاث مراحل والتي كانت بسبب التجهيز في كل عام لإصدار كتاب جديد لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، ما يضيق في الوقت لكتابة القصة كاملة في جزء واحد".
واختتم سموه كلمته قائلاً "نتمنى أن نكون هنا السنة المقبلة ونأتي ببعض الكتب التي تعطي القيمة للإنسان والثقافة، ونتمنى أن يسهم هذا الكتاب في نقل فكر دولة الإمارات وأن يطلعوا على هذه التجربة الرائدة من حيث التفاهم والانسجام والعمل من أجل الوطن، بما يسهم في ردم المشكلات التي تعرقل التقدم، وبإذن الله ستستمر مسيرة هذه الدولة المباركة في الأعوام المقبلة على نفس النهج الذي تأسست عليه".
وألقت السيدة كيارا أبيندينو عمدة مدينة تورينو كلمة قدمت فيها الشكر إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على إطلاق النسخة الإيطالية من كتاب "حديث الذاكرة"، مشيدة بالجهد الكبير الذي يقوم به سموه في نقل التجارب والثقافة الإماراتية والعربية والإسلامية إلى مختلف أقطار العالم.
اقرأ أيضاً: حاكم الشارقة يلتقي رئيس جامعة بولي تيكنيكو دي تورينو في إيطاليا
وألقى ماريو كاتي مدير الجامعة الكاثوليكية في ميلان كلمة قدم فيها لكتاب "حديث الذاكرة"، موضحاً أهمية الكتاب من خلال نقل الأحداث التاريخية في بداية تأسيس دولة الإمارات، الأمر الذي يعبّر عن الصورة الثقافية الحقيقية للدولة بما يسهم في فهم التاريخ بصورة سلسة وحقيقية.
ووقع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عدداً من النسخ الإيطالية من كتاب "حديث الذاكرة"، وأهداها للحضور من دبلوماسيين وناشرين وأدباء.
وتخلل الحفل تنفيذ عمل فني شكّل صورة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بالإضافة إلى عرض مرئي حول كتاب "حديث الذاكرة"، عرّف بمحتوياته وموضوعاته.
وكان سموه قد تجوّل في أروقة عدد من المعارض الموجودة في بالازو ماداما، والتي ضمّت مجموعة من اللوحات والمعروضات من مجموعة الأمير سافوي الملكية، واستمع إلى شرح من القائمين على المعرض حول أبرز هذه الأعمال ومدلولاتها الفنية.
وحضر الحفل كل من سعادة عمر عبيد محمد الحصان الشامسي سفير الدولة لدى الجمهورية الإيطالية، وسعادة عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، وسعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وسعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، وسعادة علي المري رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي، وسعادة عبدالله حسن الشامسي قنصل عام الدولة في ميلان، وسعادة محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والدكتور عمرو عبدالحميد مدير أكاديمية الشارقة للبحوث.